.

الأسباب الحقيقية لأعمال المنكر في صلواتنا                                                                       

 لم أشعر أبدا بالإقتناع تجاه العديد من الحركات التي نؤديها أثناء الصلاة , تلك الأفعال التي لم تستلزم بواسطة أي آية القرآن.  فعلى سبيل المثال : رفع الأيدي عند التكبير  و الأشارة بأصبع الأبهام حين الجلوس , والكثير من  شاكلة تلك الأشياء .  وبالبحث في ممارسات جماعة التبليغ فهمت من خلالها الأساس من وراء هذه الأفعال المنكرة. ( الأفعال المنكرة هي التي لم تذكر في القرآن ) فليس لهذه الأفعال أصل في القرآن , ولكنها من الأحاديث  المنسوبة لنبينا محمد ( عليه السلام)  أو من خلال كتب الفقه, أو من خلال أقوال قادة الجماعات الإصلاحية ولكن إذا درسنا القرآن واضعين في الحسبان هذه الأشياء المنكرة نصل الى أن القصد من جراء ذلك هو الإستهزاء  والضحك على آيات القرآن وليس  طاعة لقول الرسول أ و قادة الطوائف او قادة الجماعات .                    

 

متى تم أدخال الأعمال المنكرة ؟

عند محاولة معرفة متى تم أدخال هذة المنكرات في صلاتنا , ذهبت بخاطرى الى ربط المعارك  التي دارت  بين المسلمين الأوائل  و المسلمين , عقب عقدين من وفاة نبينا الحبيب محمد( عليه السلام ). وتحكي لنا السنة بعض أسباب هذه المعارك ونشوب النزاعات بين هؤلاء الذين كانوا مقربين من الرسول, بعبارة أخرى,  بعضا من أصحابه  وبعضا من أفراد أسرته بشأن مسالة الخلافة  والحكم , ولعل معركة الجمل كانت واحدة من اكثر المعارك حزنا و دموية والتي فقدت فيها آلاف المسلمين حياتهم من الجانبين.                                                  

قصدي من طرح هذا الموضوع,  ليس الحكم على من المخطئ و من المثيب,  بل  لأطلب من  أخوتي في الإسلام أن يمحوون من أذهانهم تلك الأسبا ب الواهية التي وردت في الكتب عن أصل تلك الخلافات والصراعات . فأن مبلغ إيمان و علم  صحابة الرسول و أهل بيته  لم يكن ضعيفا أو ضعف بسرعة بعد رحيل النبي عليه السلام .  لكى  يبدأو التناحر  و القتال بشأن مسألة خلافة أو وراثة الحكم . وحتى لوكان هناك خلاف و شجار بين بعض الأفراد  فأن باقي المسلمين لم يكونوا ليسمحوا لأنفسهم بالإنحياز الى أحدى الجماعتين المتقاتلتين دون النظر للكثير من آيات القرآن

الأسباب الحقيقية للصراعات الدينية تقمع دائماً

أرى أن المعارك كانت بمثابة معارضة عقد عليها العزم كمحاولات لإفساد أعمال العبادة  و  بصوره  أساسية الصلاة  . من  قبل بعض المنافقين بين المسلمين , بمحاولة أدخال المنكر في صلوات الجماعة في المسجد , بناءا على أمر أسيادهم – أعداء المسلمين الذين ذكرهم القرآن. وهذا قد يعد السبب الحقيقي لأبقاء الخليفة الثالث بعيدا عن المسجد  في الأيام الأخيره  قبل أغتياله .

على وجه التحديد, أن المعركة لم تكن بين مجموعتين من المسلمين , ولكنها كانت بين المؤمنين و المنافقين , ولن أدخل في جدل بشأن أي الفريقين كان على حق, لأن اليوم لا هو بيوم الحكم ولا استعان بي أحد  للدلو بالحكم والفصل . ومن الأفضل أن نتبع الآيتين المتطابقتين من أيات القرآن الكريم و التي تقول :

 

(2:134 & 2:141)

سوف أعطى مثالين من الأحداث و التي تشمل الخلافات بشأن مسائل دينية , كان السبب الحقيقي فيها مخبأ  و محجوب عن العامة , و تم وضع أسباب أخرى مختلفة تماما لتفسير النزاع .

أحد رجال الدين فى مسجد تشيناى و الذى تثير خطبة للجمعة كثيرا من الجدل , و السبب الحقيقى وراء عدم شعبية بين بعض أعضاء مجلس إدارة المسجد هو أنه كان دائم الهجوم على جماعة التبليغ , ويشجع بشدة القرآن , وزادت المرارة من إرغامه على عدم القاء الخطبة و سمح له فقط بإلقاء الخطبة العربية , ووقف على المنبر فى أحد أيام الجمعة التالية وقال  فى خطبة انه سيترك وظيفته فى المسجد واما هؤلاء الذين سيسعدون برحيلى فدعهم يأكلون مزيدا من ( بريانى) وهو أحد الأطعمة الشعبية والتى تجهز عموما فى ايام الجمعة . وساد جدل واسع . حتى  ارغمته الإدارة على أن يتراجع عن كلماته.  و انا شخصيا  لم اسمع الخطبة مباشرة , و لكن عندما سمعت عنها شعرت بأنه لم تكن هناك حاجة لقول و سرد مثل هذه الأشياء في التجمعات العامة . وبعد أسابيع قليلة زعم أحد الأصدقاء انه سمع الخطبة مباشرة وحكى لى قصة مختلفة تماما . وقال أن الخطيب أخبر الناس أن الجماعة القديانية  فى أوروبا قامت بطبع آلاف من النسخ لكتاب عربى بعنوان ( الفرقان المجيد) و أنه يوزع بين العامة ممن هم عديمى الخبرة  الذين يخطئون و يحسبون انه القرآن المجيد وتلك الجماعة تسمىالقديانية وهى جماعة معروفة بالضلال والعداء للإسلام و المسلمين . وقال ان فى شيناى نفسها هناك أفراد بيننا تحمر وجوههم عندما يذكر اسم القرآن و لقد تحدث كثيرا في هذا المضمار . ثم أدركت أن الناس الأقوياء أصحاب النفوذ  قد قمعوا الحقيقة و أخفوها و لم يعلنوا السبب المرير لعدم سعادتهم  بالخطيب  سوى نشرهم لجزء التافه من الخطبة كسبب لغضبهم.

 

 

Case No. 2: الحالة الثانية

كان هناك شاب أتخذ من مدينتنا مقرا لأقامته لأنه ألتحق بإحدى الوظائف في مدينة قريبة من مدينتنا  وكان معتادا على الجدل مع رجال الدين فى مدينتنا بشأن خطب الجمعة و بعض المسائل الدينية الأخرى. و ذات يوم سمعت أنه تعرض للضرب على أيدى مجموعة من الناس بناء على توجيهات من إدارة مؤسسة تعليمية والسبب هو : أن الشاب  بسبب العداوة مع رجال الدين قد أودع شكوى كاذبة للهيئات القانونية , وأنهم قاموا بالتحقيق فى هذه الشكوى فى مبنى المؤسسة التعليمية وأفادوا بأنهم عادوا  بعد التدخل من أعلى المستويات  وبعدها تم ضرب الشاب.

 لقد أعتقدت أن الشاب قد أرتكب خطأ عندما أحال الموضوع للجهات القانونية . مهما  كانت الخلافات بين المسلمين , لايجب على أيا من الأحزاب أن تنقل  المسألة  للأخرين من أجل النظر فى  الحكم القضائى.

وبعد اسابع قليلة سأ لنى أحد الأصدقاء عما أذا كنت سمعت بقصة الشاب وأخبرته بما سمعته عن الحادث . وأخبرنى بأن ماسمعته خطأ وأخبرنى بما سمعه هو من احد أصدقائه و الذى كان فردا من المجموعة التى ذهبت لضرب الشاب و طبقا لروايته  فان السبب الحقيقى كان يكمن فى : أن الشاب كان يسبب ازعاج متكرر لأحد رجال الدين  فى المعهد التعليمى بمناقشاته حول خطبة الجمعة , و لما كان الأمام غير قادر على الأجابة عن أسئلة الشاب, و بإذن من إدارة المعهد تم ضرب الشاب  وفيما بعد تم طرده  من المدينة .

 

 

Case No. 3: الحالة الثالثة

و في حالة موقع صفحاتي على شبكة المعلومات , الإنترنت, حاول بعض الناس الإتصال بخبير حاسبات طلبا لمساعدته في حذف المحتوى الخاص بي  و أخبروه  انني قد كتبت كلام سيئ للإسلام

 

13:31:35

سيدى العزيز .

السلام عليكم

أنا أقيم فى ####  قد تعرفنى  بسهولة . أولا , دعنى أخبرك شيئا واحدا , وهو أننى أهنئك على عملك الأضافي والبحث الذى قمت به ضد جماعة التبليغ.  أنا أقيم فى #####ا

أسمح لى أن أخبرك بقصتى  , لقد جائنى مجموعة من( ويشارم)  يسألونى عن مدى إمكانية حذف معلومات  من على أحد مواقع شبكة الإنترنت . و أخبرتهم أن ذلك غير ممكن  , ثم سألت ما المشكلة , ربما اجد لكم حلا أو مساعدة.  واخبرونى فى نفس الوقت انك ( عبدالرحيم ) قد بدأت عمل موقع على شبكة المعلومات و أنك قد كتبت أشياء سيئة عن الأسلام   و أشياء سيئة عن المجتمع ككل , و أنك أمرت الناس فى مصنعك بعدم الذهاب الى خطبة الجمعة  و انك لا تسمح لأى فرد بصلاة السنن وأنك أمرتهم بصلاة الجمعة  فى المصنع .

طلبت منهم عنوان الموقع و البريد الألكترونى للموقع و وعدتهم بأن أكتب خطاب بالبريد الألكتروني, و أكتب كلمات بذيئة و على أسوأ الإحتمالات أصفعة بكلمات و أسأله من هو و من يظن نفسه ليقوم ببحث عن القرآن . بل و أخبرونى  انك تعقد مقارانات بين القرآن و الإنجيل على موقعك الألكترونى . و لهذا الغرض فقط أتيت اليوم وفتحت الموقع  ووجدت أن ما ظننته فيك كان مغلوطا , لقد قمت بعمل شجاع لا يملك أحد الشجاعة على فعله , و حتى أن كانت لديهم الشجاعة فهم فقراء . لقد منحك الله المال و القوة . من فضلك , أمضى فى عملك . أذا كنت فى حاجة لأى مساعدة  لا تردد فى طلب ذلك . و الأن أسمح لى  أن أطبع  كل هذا المحتوى واعطيه  لأصدقائى و  أسألهم  ماهو الخطأ فى هذا الموقع  و لماذا تهاجمه الناس . سيدى اقدم لك التحية , أستمر الى اكثر من ذلك . وسيعينك الله بمشيئته , وأذا سنحت  لى الفرصة فى مقابلتك فلن أتردد فى ذلك . و لا شئ أكثر

 

من موقف هؤلاء الناس الذين يرغبون في حذف صفحات الموقع من على شبكة الإنترنت . نصل الى معرفة أن الجماعة أوالطائفة المسلمة الفرعية الذين ينضمون إليها  , ترى أن جماعتهم  أو طائفتهم  هي الإسلام , وبالتالي فإن من يُشيرُ أخطاء جماعتهم  فهو مُعتبر كأنه يتكلّم ضد " الإسلام "

وهكذا فأننا نرى أن في عصر المعلومات , فأن المعلومات الخاطئة هي السابقة و لها الأولوية و السبق على الحقائق  , و اذ لم يكن  هناك الوسائل الضرورية  و الوقت لكي نبحث عن الحقائق فسوف يطرح بنا بعيدا بواسطة المعلومات المغلوطة  المنبثقة عن السلطة  و من الجماعات المسيطرة. إذا لا نستطيع الوصول السبب الحقيقي للصراع,  مع أننا  نعيش في نفس الزمان والمكان بل  و المدينة ,فكيف يتثنى لنا معرفة أسباب الصراعات التي حدثت منذ قرون مضت  و في أماكن بعيدة؟ وإذا كانت المدن و الأقطار و التي تعتبر مصدر والسلطة و المحافظ على معرفة الدين , رضخت تحت  نير السيطرة السياسية و الدينية للمنافقين , من  ذا الذي سيخبرنا أن السبب الحقيقي للصراع في العصور الأولى للإسلام كان صراعا للحفاظ  على الشريعة وحمايتها  و تشكيل العبادات – الصلاة , حتى تظل  كما كانت عليه أيام  النبي ( عليه  السلام) ؟ إذا يبقي من تلك الأيام  , حتى مجموعة  صغيرة من الناس المسلمين الحقيقين  سوف يحكون لنا عن الأسباب الحقيقية للصراعات التي حدثت في الأيام الأولى للإسلام . و لكن لسوء الحظ  كل واحد منا  ينتمى  و ينضم  الى إحدى الجماعات الفرعية أو جماعة أخرى  و الأسباب التي يخبرنا بها قادتهم  هي مزيفة.

 

بات أملنا الوحيد في معرفة ما هو مطلوب منا عمله , بصرف النظر عن ما كان يقوله أو يفعله أجدادنا , الفرقان هو معيار تفريق الثواب من الخطأ : القرآن .  يجب أن نحدد  و نرسم مسارنا بهدى من الله  في ضوء الفرقان حتى لو أضطر مؤمنين العصور القديمة للصمت في وجه الهجوم على نقاء الإسلام ,  لأسباب و ظروف يعلمها الله  و التي تؤدى الى الإتباع المستمر من الممارسات الخاطئة  من قبل الأجيال اللاحقة .

                                                         

 المقال التالى

الصفحة الرئيسية